القائمة الرئيسية

الصفحات

المستكة اليونانية الفوائد الصحية والاستخدامات الطبية

 

المستكة اليونانية الفوائد الصحية والاستخدامات الطبية
المستكة اليونانية: الفوائد الصحية والاستخدامات الطبية

تُعدّ المستكة اليونانية واحدة من أقدم المواد الطبيعية التي استخدمها الإنسان لأغراض علاجية وصحية، وقد حظيت بمكانة خاصة في الطب التقليدي منذ آلاف السنين. تُستخرج هذه المادة الصمغية من أشجار تنمو حصريًا في جزيرة كيوس اليونانية، وهو ما يمنحها خصائص فريدة وقيمة علاجية عالية. وقد أطلق عليها القدماء اسم الدموع المقدسة بسبب شكلها الشفاف الشبيه بالدموع، إضافة إلى فوائدها الصحية المتعددة، ولا سيما في دعم صحة الجهاز الهضمي.


في السنوات الأخيرة، عادت المستكة اليونانية إلى الواجهة بفضل الأبحاث الحديثة التي أكدت كثيرًا من خصائصها العلاجية، ما جعلها خيارًا طبيعيًا شائعًا بين المهتمين بالصحة البديلة والطب التكميلي.



نبذة تاريخية عن المستكة اليونانية


عرفت الحضارات القديمة، وعلى رأسها الحضارة اليونانية، القيمة الطبية للمستكة اليونانية، حيث كانوا يستخرجونها عبر إحداث شقوق دقيقة في جذوع الأشجار، فتفرز مادة صمغية شفافة تُجمع بعناية وتُستخدم في العلاج.


وقد وثّق أبقراط، أبو الطب، استخدام المستكة في عدد من وصفاته لعلاج اضطرابات المعدة والجهاز الهضمي. كما استخدمها المصريون القدماء في تحضير مستحضرات العناية بالبشرة، وفي علاج التهابات الفم ومشكلات الهضم.


أما في العهد العثماني، فقد بلغت قيمة المستكة حدًا جعل الضرائب المفروضة عليها تفوق الضرائب المفروضة على الذهب، نظرًا لأهميتها الصحية والاقتصادية، وكانت تُعدّ من السلع النادرة التي تخضع لحماية الدولة.



الفوائد الصحية للمستكة اليونانية


تشير الدراسات الحديثة إلى أن المستكة اليونانية تحتوي على مركبات طبيعية نشطة تمنحها خصائص علاجية متعددة، من أبرزها:


أولًا: تحسين صحة الجهاز الهضمي


تُعدّ المستكة اليونانية من أفضل المواد الطبيعية الداعمة لصحة الجهاز الهضمي، حيث يساعد منقوعها أو مضغها على:


تقليل حموضة المعدة والحد من الارتجاع المريئي


تخفيف الغازات والانتفاخات


دعم علاج التهابات المعدة


المساهمة في مكافحة الجرثومة الحلزونية (Helicobacter pylori)


تحسين رائحة الفم وعلاج التهابات الفم والفطريات



وتُعزى هذه الفوائد إلى خصائصها المضادة للبكتيريا والالتهابات.



ثانيًا: تهدئة الجهاز العصبي وتحسين المزاج


تتميز المستكة اليونانية برائحة لطيفة ومركبات طبيعية تساعد على الاسترخاء وتهدئة الأعصاب، مما ينعكس إيجابًا على الحالة المزاجية، ويقلل من التوتر العصبي، خاصة عند استخدامها بانتظام وبجرعات معتدلة.



ثالثًا: تنظيم امتصاص السكر والدهون


من الفوائد المهمة للمستكة اليونانية قدرتها على إبطاء امتصاص السكريات والدهون في الجهاز الهضمي، مما يساهم في:


استقرار مستوى السكر في الدم


تقليل مقاومة الإنسولين


خفض الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية



ولهذا تُعد خيارًا داعمًا للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات التمثيل الغذائي، عند استخدامها ضمن نمط حياة صحي.



رابعًا: دعم صحة الكبد


تساعد المستكة اليونانية على تنشيط وظائف الكبد وتعزيز قدرته على التخلص من السموم الغذائية والبيئية، بفضل مركباتها المضادة للأكسدة، ما ينعكس إيجابًا على صحة الجسم بشكل عام.



الفرق بين المستكة اليونانية واللبان الذكر والصمغ العربي


قد يختلط الأمر على البعض بين هذه المواد الطبيعية، إلا أن لكل منها خصائص واستخدامات مختلفة:


المستكة اليونانية: تُستخدم أساسًا لدعم صحة الجهاز الهضمي وعلاج مشكلات المعدة.


اللبان الذكر (اللبان الحجري): معروف بخصائصه القوية المضادة للالتهابات العامة ودعمه للمفاصل والجهاز التنفسي.


الصمغ العربي: غني بالألياف الغذائية (البريبايوتيك)، ويُعد غذاءً مثاليًا للبكتيريا النافعة في الأمعاء، ويساعد في تحسين الهضم وتنظيم السكر.



طرق استخدام المستكة اليونانية


يمكن الاستفادة من فوائد المستكة اليونانية بعدة طرق بسيطة، من أبرزها:


مضغها مباشرة كعلكة طبيعية قبل أو بعد الطعام


نقع عدة قطع في كوب ماء بدرجة حرارة الغرفة طوال الليل، ثم شرب المنقوع صباحًا على معدة فارغة



ويُفضل الالتزام بكميات معتدلة لتجنب أي آثار جانبية محتملة.



الفئات التي يُنصح بتجنب استخدام المستكة اليونانية


رغم فوائدها العديدة، إلا أن بعض الفئات يُنصح بتجنب استخدامها أو استشارة الطبيب قبل ذلك، وتشمل:


الأطفال دون سن 7 سنوات


النساء الحوامل والمرضعات


الأشخاص الذين يعانون من حساسية الفستق


من يعانون من التهابات حادة في القولون خلال فترات النوبات الشديدة



خاتمة


تُعدّ المستكة اليونانية مثالًا حيًا على تلاقي الطب التقليدي مع الأبحاث الحديثة، حيث أثبتت فعاليتها في دعم صحة الجهاز الهضمي، وتنظيم السكر والدهون، وتحسين وظائف الجسم بطرق طبيعية وآمنة نسبيًا. ومع ذلك، يبقى الاعتدال في الاستخدام أمرًا ضروريًا، إلى جانب استشارة المختصين في حال وجود أمراض مزمنة أو حالات صحية خاصة.


إن إدراج المستكة اليونانية ضمن نمط حياة صحي ومتوازن قد يكون خطوة بسيطة ذات أثر كبير على الصحة العامة.


تعليقات